شباب اليوم: مع استمرار الأزمة السياسية العراقية التي تقترب من دخول شهرها الحادي عشر على التوالي؛ تؤمن شريحة واسعة من النشطاء والمهتمين بالشأن السياسي بما تصفه بـالوقوف على التل، وعدم دعم جهة سياسية على حساب الأخرى، معتبرين أن الانحياز يجب أن يكون للقوى التي تؤمن بأهمية تغيير الواقع السياسي الحالي.

وبرزت دعوات عدم الدخول على خط الأزمة، أو ما اعتبره آخرون الوقوف على التل من سياسيين وناشطين مدنيين عن قوى وحراكات مختلفة في البلاد، عقب اعتصام أنصار التيار الصدري في المنطقة الخضراء وسط بغداد.

وكتب عشرات الناشطين العراقيين منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأزمة الأمنية والسياسية التي شهدها العراق الشهر الماضي، اعتبروا فيها أن وقوفهم على التل سيحقن دماءهم من أطراف سياسية باتت تلجأ إلى السلاح في سبيل إثبات مواقفها السياسية، على اعتبار أنهم الطرف الأضعف في المشهد السياسي، ويمكن لتدخلهم أن يعرّض القوى المدنية للاستهداف، الذي يهدد سلامة كوادرها.

وحسب الناشط المدني أحمد حقي، فإن القوى المدنية يجب أن تستثمر نقمة الشارع على الصراع بين قوى الإسلام السياسي الحالية، في تعزيز خطابها المدني بالشارع، ورفع ثقافة المواطنين بأهمية الخروج من العملية السياسية الحالية التي تستمر منذ نحو 20 عاماً بلا فائدة.

لكن عضو حركة وعي سهيل هاتف، بيَّن أن الوقوف على التل، أو الانتماء حتى ولو بطريقة ساخرة إلى جموع ما بات يعرف بـ(حركة التل)، لا يجدي نفعاً في لحظات الانفعال السياسي، بل إنه غالباً يتسبب بإطالة مدة الأزمة، ومنها ما يتعلق بالصراع على السلطة بين المتنفذين، لذلك فإن مساندة الحراك الوطني والتحرك في سبيل التغيير هو الذي يحدث فارقاً.

واعتبر النائب المستقل في البرلمان العراقي باسم خشان، أن الوقوف على التل أحياناً أسلم من أن يشارك العراقيون في دعم جهة سياسية قد تفتك بهم في حال توصلت إلى اتفاقات مع خصومها، كما أن التل يمثل حالة آمنة للأصوات الحرة.

وسن جبار الحمداني، وهي عضوة في الحركة المدنية الوطنية، تقول إن لجوء الناشطين للصمت وعدم الانحياز في مواقفهم لأي طرف يمكن اعتباره حالة سياسية جديدة.

مصادر: متابعة – وكالات – مراسلون